Header Ads

فيديو نادر: المستشار ممتاز نصار.. البرلماني المعارض الذي هزم الرئيس

المستشار ممتاز نصار.. البرلماني المعارض الذي هزم الرئيس

 

المستشار ممتاز نصار

   الحياة سطور من مواقف كثيرة، يسعى فيها المجدون إلى البحث عن ذاتهم أينما عملوا، ففي مجال

 السياسة تحسب الخطوة إلى الإمام بخطوتين، أمّا الواحدة للخلف، فتنزف من مسيرة النجاح خطوات 

متتالية إلى الوراء. ملايين من البشر يودعون الحياة، يومًا تلو الأخر، ولا أحد يتذكرهم، عدد محدود منهم 

فقط هم الذين يستطيعون أن يحفروا أسمائهم في ذاكرة التاريخ وصفحاتها بحروف من نور؛ من هؤلاء 

العظماء النائب الوفدي المعروف المستشار ممتاز نصار، الذي خاض معارك أقل ما يمكن وصفها 

بـ"الشرسة" بداية من عهد الرئيس جمال عبدالناصر، مرورًا بعهد السادات، نهاية بالرئيس السابق حسني مبارك.



ممتاز نصار، من مواليد مركز البداري التابع لمحافظة أسيوط، في 9 نوفمبر 1912، حصل علي شهادتي 

الكفاءة والبكالوريا في عامي 1927 و 1932 في أسيوط أيضًا، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة القانون في 

كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا" بعد أن حصل علي ليسانس الحقوق، اشتغل 

بالمحاماة في مكتب المناضل الراحل مكرم عبيد، سكرتير الوفد آنذاك.
 


 فضّل نصار، الاشتغال بالمحاماة، رغم أن ترتيبه عند التخرج كان يسمح له بالعمل في هيئة النيابة العامة، 
وظل يعمل بالمحاماة لمدة ست سنوات ثم تدرج من النيابة إلى القضاء إلى التفتيش القضائي، حتى 

شغل وظيفة مستشار بمحكمة الاستئناف، ثم مستشارًا بمحكمة النقض، وخلال تلك الفترة، كان قد تقدّم 

للترشّح لعضوية مجلس إدارة نادي القضاة، وقد انتخب بالفعل عضوًا بمجلس إدارة النادي عام 1947، ثم 
 سكرتيرًا للنادي في نفس العام، واستمر حتى عام 1962؛ حيث تم انتخابه رئيسًا لنادي القضاء حتى عام 

مذبحة القضاة 1969، عندما علت الأصوات وقتها بضرورة انضمام القضاة إلى الاتحاد الاشتراكي، حتى 

يكون تحت مظلة الدولة، وتم استدعاء ممتاز نصار، لمقابلة وزير العدل وقتها المستشار عصام حسونة، 

الذي طلب من رسيمًا الانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي، وعرض عليه موقع أمانة القضاء بالحزب وقتها، إلّا 
أن نصار رفض بشدة على اعتبار أن القضاة يجب أن يكون مستقل، لأنه ملك للشعب. بعد ذلك خاض 

نصار تجربة الاشتغال بالعمل السياسي، وبعد خروجه من القضاء واشتغاله بالمحاماة رشح نفسه لعضوية 
مجلس الشعب، لأول مرة في حياته عن دائرة البداري عام 1976، ونجح في الفوز بأول معركة انتخابية 

برلمانية، ثم أعاد ترشيح نفسه في المعركة الثانية، وبعد أن تم حل المجلس في عام 1979 قبل أن يكمل 

مدته الدستورية، بسبب معارضة 13 نائبًا في مقدمتهم ممتاز نصار لاتفاقية كامب ديفيد، لكن رجال دائرة 
 البداري بمحافظة أسيوط، وقفوا بالسلاح مع ابن دائرتهم ممتاز نصار وحرسوا صناديق الانتخابات 

بأجسادهم وبالسلاح ومنعوا تزويرها ورافقوها حتى إتمام عملية الفرز، ليبقى "نصار" الفائز الوحيد 

بعضوية مجلس الشعب من المجموعة التي رفضت اتفاقية كامب ديفيد آنذاك. 






في عام 1983، أرسلت هدى عبدالناصر، ابنه الرئيس جمال عبدالناصر، خطابُا إلى المستشار ممتاز نصار؛ 

بصفته نائبًا موضوعيًا محترمًا في مجلس الشعب؛ بخصوص اقتراح بمشروع قدّم يقضي بإلغاء 

مخصصات أسرتي الرئيسين السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات في كل من القاهرة والإسكندرية، 

خاصة أن الأسرتين أصبحتا في حالة اقتصادية طيبة، بما تزول معه أسباب ومبررات هذه المخصصات، 

وهو ما يمكن ان يوفر للدولة ملايين الجنيهات؛ إذا ما تم استغلال هذه المساحات الشاسعة لصالح 

الاقتصاد القومي، وهنا لابد ان نسجل هذا الموقف للسيدة هدى عبدالناصر، التي اكدت صدق نيتها 

واستعدادها لوضع مخصصات أبيها، التي أقرها مجلس الشعب تحت تصرفه. رحمة الله على النائب 

الوفدي الأصيل، المستشار ممتاز نصار، الذي لم يخف طيلة عهده في الحق لومة لائم، ولا يسعنا إلّأ أن 

نضع هذه السطور بين مرشحي مجلس الشعب 2015، لعله يكون ميثاقًا وطنيًا لهم تحت قبة البرلمان.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.