Header Ads

«رمان البداري» الكنز المنهوب...والمزارع خسران

«رمان البداري» الكنز المنهوب.. والمزارع خسران 


 

 يقع مركز البداري، على بعد 25 كيلو متر جنوب مدينة أسيوط، الذي يحتضنه الجبل من الخلف، ويزينه نهر النيل من الأمام، تتوسطه آلاف الأفدنة المنزرعة بالرمان أحد أهم المحاصيل الزراعية، ليشكل منظرا خلابا لن تراه في أي مكان آخر، وعلي الرغم من ذلك كله يظل الرمان «الكنز المنهوب والمزارع خسران» بسبب تجاهل الدولة لهذا المحصول الإستراتيجي، الذي لم يري النور بسبب جشع التجار واستغلال المصدرين، حتى المدينة الصناعية التي ينتظرها الأهالي منذ عشرات السنين، مازالت صحراء جرداء بعدما سرق حجر الأساس الذي تم وضعه منذ سنوات.

أكثر من 6 آلاف فدان حجم المساحة المنزرعة بالرمان بحسب إحصائيات مديرية الزراعة، عرضة للبوار بسبب جشع التجار واستغلال المصدرين والخسائر الفادحة التي يتكبدها المزارعين كل عام وتراكم الديون عليهم لبنك التنمية والإئتمان الزراعي، رغم أن المركز يعتبر واحدا من أهم مراكز إنتاج وتصدير الرمان علي المستوي المحلي والدولي، حيث أن المحصول يتم تصديره لأكثر من 25 دولة عربية وأجنبية، ويعتبر رمان البداري من أجود أنواع الرمان حيث تتزاحم عليه الدول في منتصف أغسطس حتى نهاية أكتوبر من كل عام بعائد بخس، حيث وصل سعر كيلو التصدير هذا الموسم 6 جنيهات بعدما بلغ 13 جنيها منذ قرابة الأسبوع، غير أن أسعار الكراتين والبرانيك ويوميات العمالة إرتفعت الضعف مقارنة بالموسم الماضي.

يقول محمد القاوي أحد مزارعي الرمان بالبدارى لـ«بلدنا اليوم» إن رمان التصدير يتمتع بمواصفات خاصة مثل اللون وحجم الثمرة، إلي جانب تعبئته في عبوات خاصة مثل الكرتون والصناديق البلاستيكية «البرانيك»، وكذلك يتم نقل تلك الأدوات من أماكن تصنيعها بالقاهرة والمدن الصناعية الأخرى مما يزيد من تكلفة المنتج ويكبدنا الخسائر حيث وصل سعر الكرتونه هذا الموسم إلي 5 جنيهات مقارنة بالعام الماضي كان سعرها 125 قرشا، وبلغ سعر الصندوق البلاستيك المخصص للتصدير «25 جنيها» بينما يتراوح أسعار بيع كيلو رمان التصدير بين 6، 7 جنيهات «وكده مش هيغطي مصاريف الزراعة».

ويتابع القاوي إن تكلفة الفدان تصل إلي نحو 25 ألف جنيه في العام بينما تنخفض عائدات هذا المحصول بالنسبة للفلاح بسبب المشكلات التي تواجه المزارعين والمتمثلة في جشع التجار الذين يدركون مدي احتياج المزارعين لبيع المحصول لسداد مديونياتهم تجاه بنك التنمية والائتمان الزراعي ونظرا لعدم وجود منافذ بيع أخري، غير سوق العبور وغيره من الأسواق المحلية والتي لا تستوعب حجم الإنتاج مما يترتب عليه من نقص قيمته السوقية، معبرا «الأرض هتبور بسبب تجاهل الحكومة».

وأكد مؤمن الأمير أن البداري تتميز بامتلاكها تربة زراعية بها مقومات ومواصفات هيأتها لتكون المصدر الأول لهذا المحصول بجانب الهبة الإلهية المتمثلة في المناخ، حيث إن 90% من المساحة الإجمالية من المركز مزروعة بهذا المحصول، حتى بات يمثل الدخل الرئيسي لغالبية سكان البداري، ووفقا لأحدث الإحصاءات تحتل البداري المركز الأول في زراعة وإنتاج المحصول علي مستوي الجمهورية، وفي السنوات الأخيرة بدأ الطلب يزداد علي هذا المنتج من دول أجنبية مثل روسيا وأوكرانيا ودول عربية مثل السعودية والكويت وسوريا والعراق، في ظل تقصير وتخاذل من قبل الدولة تجاه المزارعين.

وأوضح عقيل إسماعيل عضو إتحاد شباب أسيوط، أن مركز البداري أحد أهم المراكز الحيوية بالمحافظة لكنه يعاني من أزمات قاتلة مثل تفشي البطالة، وضعف الإمكانيات الصحية، وتلوث مياه الشرب، لكن المدينة العالقة للرمان سوف تساهم في حل هذه الأزمات بشكل مباشر، حيث أنه ستوفر أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للشباب، وتدر عائدا بالمليارات يصب في خزينة الدولة، مؤكدا وجود الإمكانات من أرض مخصصة وأيد عاملة، وطرق وصرف صحي، ولكنها ما زالت خارج الخدمة لأسباب غير معلومة، مشيرا إلي أنه تم طرح الموضوع أمام الرئيس بمؤتمر الشباب الذي عقد في محافظة أسوان نهاية فبراير الماضي، بعد أن حرصت القيادة السياسية علي تنمية الصعيد وفي الأيام القادمة سوف يخرج مشروع الرمان إلي النور.

وأشار حسين عطا نقيب عام الفلاحين بمحافظة أسيوط، إلي أن الرمان محصول إستراتيجي من الدرجة الأولى، حيث يدخل في العديد من الصناعات مثل، صناعة الدواء ومستحضرات التجميل ودباغة الجلود والعصائر وغيرها من الصناعات الحيوية التي تساهم بشكل مباشر في رفع قيمة المنتج وضخ عائد مناسب يساهم في تلبية إحتياجات المزارعين، وينقذهم من جشع التجار وعمليات النصب المتكررة من قبل المستوردين، مطالبا سرعة البدء في إنشاء المدينة الصناعية الزراعية بالبداري، الصادر لها قرار تخصيص رقم 4531 لسنة 1998 علي مساحة 163800 متر مربع بالظهير الصحراوي بقرية عرب مطير، والتي لم يلتفت إليها أحد حتي الآن رغم صلاحيتها لإقامة عدة مصانع إنتاج عالية الكفاءة تعمل فقط علي محصول الرمان طوال العام.

وشدد المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط علي أهمية برامج التوعية والإرشاد الزراعي في الحفاظ على استمرار تصدر أسيوط بزراعة محصول الرمان مؤكدًا توجيهه لمديرية الزراعة بالعمل على توعية المزارعين لرفع كفاءتهم للحفاظ على سمعة الرمان المصري في الأسواق الخارجية، مطالبا بتشكيل كيان مؤسسي لمزارعي الرمان بالمحافظة حتى يتمكن من تأسيس إدارة ناجحة للحفاظ على استمرارية زراعة محصول الرمان والقيام باستثمار هذا النجاح في زراعته في إنشاء صناعات تقوم على المنتج بدلًا من تصديره مباشرة إلى الخارج.

 

منقول من موقع بلدنا اليوم

يتم التشغيل بواسطة Blogger.